فصل: صفة النزول

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء «المجموعة الثانية» ***


المهدي

الخبر في المهدي المنتظر ونزول عيسى عليه السلام

السؤال الحادي عشر من الفتوى رقم ‏(‏1615‏)‏‏:‏

س11‏:‏ ما الخبر في المهدي المنتظر ونزول عيسى عليه السلام‏؟‏

ج11‏:‏ أما ما يختص بالمهدي فقد وردت أحاديث تدل على أنه يحكم هذه الأمة، فعليكم بمراجعة ‏[‏سنن أبي داود ‏]‏ و‏[‏سنن ابن ماجه ‏]‏ وغيرهما من كتب السنة فقد ذكرت فيها هذه الأحاديث، وليس في الأحاديث الصحيحة ما يدل على تحديد زمانه، وكذلك ما ورد في نزول عيسى عليه السلام عليكم بمراجعة كتاب ‏[‏التصريح فيما تواتر في نزول المسيح‏]‏ عليه السلام، و‏[‏تفسير ابن كثير ‏]‏ عند قوله تعالى‏:‏ سورة النساء الآية 158 ‏{‏بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ‏}‏ في سورة النساء، ولم يرد في الأحاديث الصحيحة فيما نعلم ما يدل على تحديد زمان نزوله، لكن فيها أنه ينزل إذا خرج الدجال‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

خروج المهدي

فتوى رقم ‏(‏2844‏)‏

س‏:‏ أرجو أن تفتوني عن صحة ووجود المهدي الذي يقال عنه في الأرض، وهل وردت أحاديث نبوية صحيحة عنه‏؟‏ أثابكم الله‏.‏

ج‏:‏ الأحاديث التي دلت على خروج المهدي كثيرة وردت من طرق متعددة ورواها عدد من أئمة الحديث، وذكر جماعة من أهل العلم أنها متواترة معنويا منهم أبو الحسن الآجري من علماء المائة الرابعة والعلامة السفاريني في كتابه ‏[‏لوامع الأنوار البهية‏]‏، والعلامة الشوكاني في رسالة سماها ‏[‏التوضيح في تواتر أحاديث المهدي والدجال والمسيح‏]‏ وله علامات مشهورة مذكورة في الأحاديث وأهمها سنن أبو داود المهدي ‏(‏4285‏)‏‏.‏ أنه يملأ الأرض عدلا وقسطا بعدما ملئت جورا وظلما، ولا يجوز لأحد أن يجزم بأن فلان ابن فلان هو المهدي حتى تتوافر العلامات التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة وأهمها ما ذكرنا وهو كونه سنن أبو داود المهدي ‏(‏4290‏)‏‏.‏ يملأ الأرض عدلا وقسطا الحديث‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

من المهدي‏؟‏

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏7664‏)‏

س1 من المهدي وما هي أشراط الساعة‏؟‏

ج1 رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قبل نزول عيسى عليه السلام يدعو إلى الإسلام، ويقيم الله به الحجة، ويهدي به كثيرا من الناس، وإن شئت التوسع في ذلك فاقرأ ما كتبه عنه ابن كثير رحمه الله في كتابه ‏[‏النهاية‏]‏‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

المسيح الدجال

فتنة الدجال

فتوى رقم ‏(‏1758‏)‏

س سمعنا سابقا عن قصة فتنة الدجال أنه يأمر السماء تمطر ويأمر الأرض أن تنبت أو تحمل ويطلع الكنوز من الأرض، وأنه يقتل رجلا ويحيا بعد، ويقول من يدرسوننا ما هو صحيح فعل الدجال، قمرة يقمر بها أعين الناس، فأفيدونا عن الصحيح‏؟‏

ج ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المسيح الدجال سيظهر آخر الزمان، وأنه يقول للسماء أمطري، فتمطر، ويقول للأرض أنبتي، فتنبت، وأنه يقتل رجلا مؤمنا، ثم يقول له قم، فيقوم، ويقول له ‏(‏أنا ربك، فيقول له كذبت، بل أنت الأعور الكذاب الذي حدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ما ازددت فيك إلا بصيرة، وأنه يريد قتله بعد ذلك فلا يسلط عليه، وأنه يدعي الإلهية، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم له ثلاث علامات تدل على كذبه في دعوة الإلهية، الأولى أنه أعور العين اليمنى، والله تعالى ليس بأعور، الثانية أنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن قارئ وغير قارئ، والثالثة أنه يرى في الدنيا، والله تعالى لا يراه أحد حتى يموت يدل على ذلك ما جاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه عند مسلم في باب ذكر فتنة الدجال من قوله صلى الله عليه وسلم صحيح مسلم الفتن وأشراط الساعة ‏(‏2937‏)‏، سنن الترمذي الفتن ‏(‏2240‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏4/182‏)‏‏.‏ فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت إلى قوله صلى الله عليه وسلم عنه ‏[‏صحيح مسلم‏]‏ ‏(‏8/ 197‏)‏، وابن منده في ‏[‏كتاب الإيمان‏]‏ رقم ‏(‏1027‏)‏‏.‏ ثم يدعو رجلا ممتلأ شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك، وفي رواية أخرى لمسلم، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قوله صلى الله عليه وسلم ‏[‏صحيح مسلم‏]‏ ‏(‏8/ 199‏)‏‏.‏ فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول له أشهد أنك الدجال الذي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه، فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر‏؟‏ فيقولون لا، فيقتله، ثم يحييه، فيقول حين يحييه والله ما كنت قبل قط أشد بصيرة مني الآن، قال فيريد الدجال أن يقتله، فلا يسلط عليه، وعند مسلم أيضا صحيح البخاري الفتن ‏(‏6711‏)‏، صحيح مسلم الفتن وأشراط الساعة ‏(‏2934‏)‏‏.‏ أن مع الدجال ماء ونار فناره ماء بارد وماؤه نار فلا تهلكوا، وهذا الأخير هو الذي يقال فيه أنه تخييلا ‏(‏قمرة‏)‏ وما عداه مما ذكر من أحداثه ليست تخييلا، بل حقيقة واقعة أجراها الله على يده لتكون فتنة يتميز بها الطيب من الخبيث مع إقامة الحجة على كذبه فيما يدعيه من الإلهية، قال مسلم رحمه الله حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب ثنا الوليد بن مسلم، ثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ثني يحيى بن جابر الطائي قاضي حمص، ثني عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه جبير بن نفير الحضرمي، أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي‏.‏

وحدثني محمد بن مهران الرازي بالسند نفسه في حديث النواس صحيح مسلم الفتن وأشراط الساعة ‏(‏2937‏)‏، سنن الترمذي الفتن ‏(‏2240‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏4/182‏)‏‏.‏ فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به، ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا، وأسبغه ضروعا، وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم- وفيه صحيح مسلم الفتن وأشراط الساعة ‏(‏2937‏)‏، سنن الترمذي الفتن ‏(‏2240‏)‏، سنن ابن ماجه الفتن ‏(‏4075‏)‏‏.‏ ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل يتهلل وجهه يضحك إلخ‏.‏

وفي رواية أخرى لمسلم، عن أبي سعيد الخدري صحيح البخاري الحج ‏(‏1783‏)‏، صحيح مسلم الفتن وأشراط الساعة ‏(‏2938‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏3/36‏)‏‏.‏ فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس، أو من خير الناس، فيقول له أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر‏؟‏ فيقولون لا، قال فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحييه والله ما كنت قبل قط أشد بصيرة مني الآن، قال فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه ا هـ من باب ذكر الدجال من كتاب الفتن ج 18‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

صحة الأحاديث الواردة في ذكر الدجال

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏3381‏)‏

س2 هل خروج المسيح الدجال كما صدرت فيه الأحاديث النبوية، وهل هذه الأحاديث صحيحة أو حسنة أو ضعيفة‏؟‏

ج2 دلت الأحاديث الصحيحة المتواترة على خروج المسيح الدجال، وخروجه من أشراط الساعة، فعليك بمراجعة كتب الحديث في ذلك، الصحيحين، و‏[‏جامع الأصول‏]‏، وغيرها من كتب الحديث المعتمدة‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

ظهور الدجال

فتوى رقم ‏(‏4957‏)‏

س هل سيظهر المسيح الدجال الذي أثبت ظهوره طائفة ونفته أخرى بما قرأت‏؟‏

ج نعم، سيظهر المسيح الدجال، وأحاديث ظهوره صحيحة وصريحة ومتواترة، وقد بوب الإمام البخاري رحمه الله في ‏[‏الصحيح‏]‏ لذلك بقوله باب ذكر الدجال، وساق عشرة أحاديث، وأوضح الحافظ ابن حجر رحمه الله شرحها في كتابه ‏[‏فتح الباري‏]‏، وبإمكانك الرجوع إليه، أو إلى غيره من كتب السنة التي ذكرت ذلك‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

معنى وجود الدجال ومعنى عوره

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏7114‏)‏

س3 جاء في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم حديث الدجال، وما معنى الدجال هل هو موجود الآن أم لا‏؟‏ وأين وطنه وما معنى عوره الذي حدث به النبي صلى الله عليه وسلم، أعوره حقيقي أم مجازي‏؟‏ اكشف لنا حقيقة ما عندك من العلم جعل الله جنة الفردوس مثواك‏؟‏

ج3 الدجال مأخوذ من دجل دجلا إذا كذب وأخرق؛ لأنه يدعي الربوبية، وهذا من أعظم الكذب ‏[‏تاج العروس من جواهر القاموس‏]‏ للزبيدي ‏(‏7/ 318‏)‏‏.‏ وهو موجود، وأما عوره فحقيقي؛ لأن الأصل في الكلام الحقيقة، وخروج المسيح الدجال مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة المتواترة‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

هل يظهر الدجال على الأموات

السؤال التاسع من الفتوى رقم ‏(‏8097‏)‏

س9 هل المسيح الدجال يظهر على جميع الخلق، بمعنى هل الأموات يبعثون ثانية، أم يكون ظهوره على الأحياء في وقت ظهوره‏؟‏

ج9 إنما يخرج على الأحياء خاصة، أما الأموات فلا يبعثون إلا بعد القيامة؛ لقول الله سبحانه سورة المؤمنون الآية 15 ‏{‏ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ‏}‏ سورة المؤمنون الآية 16 ‏{‏ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ‏}‏‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

يأجوج ومأجوج

من هم يأجوج ومأجوج وأين هم‏؟‏

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏845‏)‏

س3 من هم يأجوج ومأجوج‏؟‏ وفي أية قارة يمكن وجودهم‏؟‏ وهل هم على سطح الأرض‏؟‏

ج3 يأجوج ومأجوج من بني آدم عليه السلام من ولد يافث بن نوح عليه السلام، وكانوا يسكنون قارة آسيا شمال الصين منها، وهم على سطح الأرض كسائر بني آدم، وهم أولو بطش وبأس شديد، وقد عثوا فسادا في الأرض، قال الله تعالى في وصف رحلة ذي القرنين إلى المشرق الأقصى وما قام به من الإصلاح في هذه الرحلة قوله تعالى سورة الكهف الآية 89 ‏{‏ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا‏}‏ سورة الكهف الآية 90 ‏{‏حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا‏}‏ سورة الكهف الآية 91 ‏{‏كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا‏}‏ سورة الكهف الآية 92 ‏{‏ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا‏}‏ سورة الكهف الآية 93 ‏{‏حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا‏}‏ سورة الكهف الآية 94 ‏{‏قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا‏}‏ سورة الكهف الآية 95 ‏{‏قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا‏}‏ سورة الكهف الآية 96 ‏{‏آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا‏}‏ سورة الكهف الآية 97 ‏{‏فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا‏}‏ سورة الكهف الآية 98 ‏{‏قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا‏}‏ سورة الكهف الآية 99 ‏{‏وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا‏}‏ السدين‏:‏ جبلان بينهما واد، ومعنى خرجا‏:‏ أجرا، وزبر الحديد‏:‏ قطع الحديد، والصدفين‏:‏ جبلان بينهما واد، ومعنى أن يظهروه‏:‏ أن يعلوه ويتجاوزوه إلى الجانب الآخر‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن منيع

وجود يأجوج ومأجوج ونسبتهم إلى البشر

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏6951‏)‏‏:‏

س2‏:‏ يأجوج ومأجوج اللذان ورد ذكرهما في القرآن هل وجدا على ظهر الأرض أو في عالم غير عالمنا وهل هما من جنس البشر أو لا‏؟‏

ج2‏:‏ هما من جنس البشر من أولاد آدم أبي البشر عليه السلام وعائشان على هذه الأرض في الجانب الأقصى منها شرقا، وقال الله تعالى عن ذي القرنين‏:‏ سورة الكهف الآية 89 ‏{‏ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا‏}‏ سورة الكهف الآية 90 ‏{‏حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا‏}‏ سورة الكهف الآية 91 ‏{‏كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا‏}‏ سورة الكهف الآية 92 ‏{‏ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا‏}‏ سورة الكهف الآية 93 ‏{‏حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا‏}‏ سورة الكهف الآية 94 ‏{‏قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا‏}‏ سورة الكهف الآية 95 ‏{‏قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا‏}‏ سورة الكهف الآية 96 ‏{‏آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا‏}‏ سورة الكهف الآية 97 ‏{‏فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا‏}‏ سورة الكهف الآية 98 ‏{‏قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا‏}‏ سورة الكهف الآية 99 ‏{‏وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا‏}‏‏.‏

فذو القرنين ومن مر بهم غربا وشرقا كلهم من البشر من ذرية آدم، وإن أردت التوسع فاقرأ قصة ذي القرنين- سورة الكهف- وتفسيرها في تفسير الطبري، وابن كثير، والبغوي، وغيرها من كتب التفسير المعتمدة؛ لتفهم القصة، وتعرف منها جواب سؤالك معرفة واسعة‏.‏

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال صحيح البخاري أحاديث الأنبياء ‏(‏3170‏)‏، صحيح مسلم الإيمان ‏(‏222‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏3/33‏)‏‏.‏ يقول الله تعالى يا آدم، فيقول ‏(‏لبيك وسعديك والخير في يديك‏)‏ قال يقول ‏(‏أخرج بعث النار‏)‏ فيقول ‏(‏وما بعث النار‏)‏ قال ‏(‏من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين‏)‏ فذاك حينئذ يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد، فاشتد ذلك عليهم، فقالوا يا رسول الله أينا ذلك الرجل‏؟‏ قال‏:‏ أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألف ومنكم رجل الحديث رواه البخاري ومسلم‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

توحيد الأسماء والصفات

الأسماء

تفسير الرب بذات الله وإعراب لفظ الجلالة وإضافة النصر إليه

فتوى رقم ‏(‏11109‏)‏

س1 سورة الرحمن الآية 78 ‏{‏تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ‏}‏ أي تنزه وتقدس الله العظيم الجليل وكثرت خيراته وفاضت بركاته‏.‏ سؤالي هنا هو اسم الرب هو الله وهنا كلمة الله اسم علم للذات المقدسة ‏(‏ذات الله‏)‏ وهنا المفسرون فسروا اسم الرب بذات الله ‏(‏الذات المقدسة‏)‏ وهذا خطأ كبير وكفر، أرجو الجواب الصحيح‏؟‏

س2‏:‏ سورة الواقعة الآية 74 ‏{‏فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ‏}‏ أي فنزه يا محمد ربك عما أضاف إليه المشركون من صفات العجز والنقص إلخ، سؤالي هنا أيضا هو نفس سؤال رقم ‏(‏1‏)‏‏.‏

س3 سورة الأعلى الآية 1 ‏{‏سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى‏}‏ أي نزه يا محمد ربك العلي الكبير عن صفات النقص وعما يقوله الظالمون مما لا يكيف به سبحانه وتعالى من النقائص والقبائح‏.‏ سؤال هنا أيضا هو نفس سؤال رقم واحد واثنين‏؟‏

س4‏:‏ سورة العلق الآية 1 ‏{‏اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ‏}‏ أي اقرأ يا محمد القرآن، مبتدئا ومستعينا باسم ربك الجليل الذي خلق جميع المخلوقات إلخ سؤال هنا أيضا يقرأ باسم الرب ثم كيف يستعين باسم الرب هو اسم علم للذات المقدسة يجب أن يستعين بالرب لا باسمه الذي هو الله أرجو الجواب الصحيح‏؟‏

س5 قال الله إعراب كلمة الله فقط إني تعلمت في المدرسة أن إعراب كلمة الله لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة لماذا‏؟‏ لكن لفظ الجلالة غير ذات الله ‏(‏الذات المقدسة‏)‏‏؟‏

س6 أضاف النصرة إلى اسم الله سورة الروم الآية 4 ‏{‏وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ‏}‏ سورة الروم الآية 5 ‏{‏بِنَصْرِ اللَّهِ‏}‏ سؤالي هنا شرح أو معنى اسم الله، ولماذا إضافة كلمة اسم إلى كلمة الله فأصبح اسم الله‏؟‏ أرجو الجواب الصحيح‏.‏

ج1 الاسم الذي هو ‏(‏الألف والسين والميم‏)‏ من قوله تعالى سورة الرحمن الآية 78 ‏{‏تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ‏}‏ دال على لفظ الجلالة ‏(‏الله‏)‏ ونحوه من أسماء الله الحسنى التي سمى الله بها نفسه أو سماه بها رسوله صلى الله عليه وسلم، والمقصود من لفظ الجلالة وما في معناه من أسمائه تعالى‏:‏ المسمى وهو ذات الرب بصفاته العليا، فتبارك لفظ الجلالة وسائر أسمائه الحسنى تعظيم لمسمياتها وهي ذات الرب المتصفة بصفات الكمال وليس تعظيما للاسم الذي هو ‏(‏الألف والسين والميم‏)‏، بل تعظيم وتنزيه للفظ الجلالة ومدلوله المقصود منه وهو ذات الرب بصفاتها، وكذا سائر أسمائه الثابتة له بالكتاب والسنة، وليست هذه الأسماء عين ذاته ولكنها دالة عليها، وعلى هذا يكون التنزيه لذات الرب أصالة وللدال عليها من لفظ الجلالة ونحوه تبعا‏.‏

ج2‏:‏ وكذا القول في تفسير قوله تعالى‏:‏ سورة الواقعة الآية 74 ‏{‏فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ‏}‏ فالتسبيح ليس للاسم الذي هو ‏(‏ألف وسين وميم‏)‏ وإنما هو لذات الرب أصالة وما دل عليها تبعا وهو لفظ الرب العظيم وليست كلمة الاسم ولا كلمة الرب عين ذات الرب سبحانه وتعالى‏.‏

ج3 وكذا القول في تفسير آية سورة الأعلى الآية 1 ‏{‏سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى‏}‏ التسبيح لذات الرب أصالة ولكلمة الرب تبعا باعتبارها دالة على ذات الرب سبحانه‏.‏

ج4‏:‏ وكذا القول في تفسير آية سورة العلق الآية 1 ‏{‏اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ‏}‏ فليست الاستعانة بالاسم الذي هو ‏(‏الألف والسين والميم‏)‏ وإنما هي بلفظ الرب باعتبار المقصود منه وهو ذات الرب العلي الأعلى، فالابتداء بالقراءة والاستعانة فيها إنما هي بالرب نفسه سبحانه أصالة وبما دل عليه وهو كلمة الرب تبعا‏.‏

ج5 ولفظ الجلالة يعرب؛ لأن الإعراب لما ينطق به أو يكتب، أما مدلوله فلا يعرب؛ لأنه ليس بلفظ بل هو الرب نفسه وهو المستعان به في القراءة وغيرها وهو الذي خلق كل شيء وخلق الإنسان وعلم بالقلم وعلم الإنسان ما لم يعلم دون الاسم بحروفه ودون الجلالة فإنه لم يخلق شيئا ولم يعلم الإنسان ما لم يعلم فالاسم بحروفه ولفظه الجلالة وكلمة الرب غير المسمى؛ لأن المسمى ذات الرب بصفاته العليا‏.‏

ج6 أضاف النصر إلى لفظ الجلالة وهو الله؛ لأنه علم على مسماه وهو الذات المقدسة مع صفاتها وهي المقصود بلفظ الجلالة ومنها النصر لا من الاسم، وإنما عبر عنها بلفظ الجلالة لدلالته عليها، لا لأنه عينها‏.‏

ومما تقدم يتبين أن الصلاة وسائر العبادات لمسمى الله ومسمى الرب لا لكلمة اسم ولا لكلمة الرب ولا للفظ الله، إنما يذكر لفظ الرب ولفظ الجلالة ليتوصل بذلك إلى المقصود وهو ذات الرب المقدسة ومسمى لفظ الجلالة، فأسماء الله الحسنى لا تراد لنفسها، وإنما يعبر بها عن المقصود منها وهو مسماها، فهو المعبود حقا أصالة عن طريق ذكر أسمائه الحسنى، وهو الذي يجزي كل نفس بما كسبت، وننصحك بقراءة ما كتبه العلامة الشيخ أحمد بن عبد الحليم بن تيمية في مبحث الاسم والمسمى، فإنه رحمه الله وفي المقام حقه‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

الفرق بين الاسم والصفة

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏8942‏)‏

س4 ما الفرق بين أسماء الله وصفاته‏؟‏

ج4 أسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به، مثل القادر، العليم، الحكيم، السميع، البصير، فإن هذه الأسماء دلت على ذات الله، وعلى ما قام بها من العلم والحكمة والسمع والبصر، أما الصفات فهي نعوت الكمال القائمة بالذات كالعلم والحكمة والسمع والبصر فالاسم دل على أمرين، والصفة دلت على أمر واحد، ويقال الاسم متضمن للصفة، والصفة مستلزمة للاسم، ويجب الإيمان بكل ما ثبت منهما عن الله تعالى أو عن النبي صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بالله سبحانه مع الإيمان بأنه سبحانه لا يشبه خلقه في شيء من صفاته، كما أنه سبحانه لا يشبههم في ذاته، لقوله تعالى سورة الإخلاص الآية 1 ‏{‏قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ‏}‏ سورة الإخلاص الآية 2 ‏{‏اللَّهُ الصَّمَدُ‏}‏ سورة الإخلاص الآية 3 ‏{‏لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ‏}‏ سورة الإخلاص الآية 4 ‏{‏وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ‏}‏ وقوله سبحانه سورة الشورى الآية 11 ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ‏}‏‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

جواز التسمي بالاسم المشترك

فتوى رقم ‏(‏8911‏)‏‏:‏

س‏:‏ يسعدني أن أتحدث في رسالتي المتواضعة إلى سماحتكم فأنا أتحدث إلى واحد من أشهر الشخصيات الإسلامية في عالمنا الإسلامي وغيره وأرجو أن يتسع صدركم الكبير لقراءة هذه السطور ولكم من الله جزيل الشكر والعرفان وجزاكم الله خيرا عنا‏.‏

‏(‏ذو الجلال والإكرام‏)‏ اسم من أسماء الله الحسنى وهو تعظيم لله عن كل شيء وتنزيه له، وقد قرأت لسماحتكم رسالة مرسلة إلى العاهل السعودي وكنتم قد بدأتموها بقولكم‏:‏ ‏(‏جلالة الملك‏)‏ ألستم معي في أن الجلالة لله وحده، وأن الملك اسم من أسمائه الحسنى لا يجوز تسمية شخص بها أيا كانت صفته وشخصيته، فنرجو إيضاح ذلك من سماحتكم حتى لا يقع المسلمون في إثم من جراء تنزيه الأشخاص بهذه الصفات التي اختصها الله لنفسه دون غيره اللهم إلا ‏(‏رؤوف رحيم‏)‏ صفة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

وفي نفس الوقت تصادفت تحت يدي وأنا أتصفح في ‏(‏المجلة العربية‏)‏ في العدد ‏(‏89‏)‏ منها رسالة شكر من الأستاذ محمد النويصر رئيس المكتب الخاص للعاهل السعودي إلى القائمين على إخراج المجلة وهو يبدأ رسالته بقوله‏:‏ ‏(‏لقد تسلم جلالة مولاي حفظه الله خطابكم المرسلة وبه أعداد المجلة‏.‏‏.‏‏)‏‏.‏ فهل أنتم معي في ذلك أيضا في قوله‏:‏ جلالة مولاي‏؟‏

ج‏:‏ إن كثيرا من الأسماء مشتركة بين الله تعالى وبين غيره من مخلوقاته في اللفظ والمعنى الكلي الذهني، فتطلق على الله بمعنى يخصه تعالى ويليق بجلاله سبحانه، وتطلق على المخلوق بمعنى يخصه ويليق به، فيقال مثلا‏:‏ الله حليم، وإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حليم، وليس حلم وإبراهيم كحلم الله، والله رؤوف رحيم، ومحمد صلى الله عليه وسلم رؤوف رحيم، وليس رأفة محمد صلى الله عليه وسلم ورحمته كرأفة الله بخلقه ورحمته، والله تعالى جليل كريم ذو الجلال والإكرام على وجه الإطلاق، وكل نبي كريم جليل، وليست جلالة كل نبي وكرمه كجلالة غيره من الأنبياء وكرمه ولا مثل جلال الله وكرمه، بل لكل من الجلالة والكرم ما يخصه، والله تعالى حي، وكثير من مخلوقاته حي، وليست حياتهم كحياة الله تعالى، والله سبحانه مولى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وجبريل وصالح المؤمنين، وليس ما لجبريل وصالح المؤمنين من ذلك مثل ما لله من الولاية والنصر لرسوله صلى الله عليه وسلم‏.‏‏.‏‏.‏ إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة المذكورة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه، ولا يلزم من ذلك تشبيه المخلوق بالخالق في الاسم أو الصفة وأسلوب الكلام، وما احتف به من القرائن يدل على الفرق بين ما لله من الكمال في أسمائه وصفاته وما للمخلوقات مما يخصهم من ذلك على وجه محدود يليق بهم‏.‏

واقرأ ذلك في القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم مع التدبر وإمعان النظر يتضح لك الأمر ويذهب عنك الإشكال بحول الله وقوته، ثم ارجع إلى ما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في أول رسالة ‏[‏التدمرية‏]‏، فإنه وفي المقام حقه‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

ترجمة أسماء الله

فتوى رقم ‏(‏8115‏)‏‏:‏

س‏:‏ أريد أن أقدم إليكم سؤالا قد اختلف العلماء فيه عندنا وهو مما علمنا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن صفات الله تبارك وتعالى توقيفية فنثبت ما أثبتها الله تعالى وننفي ما نفى الله تعالى ونسكت عما سكت عنه الله تعالى إما في كتابه أو بلسان نبيه صلى الله عليه وسلم فهل يجوز أن يسمي الله أحد بغير اسمه مثل ‏(‏خدا‏)‏ بالفارسية، أو ‏(‏خداي‏)‏ بالبشتو، أو ‏(‏كاد‏)‏ بالإنجليزي وغيرها من الأسماء، وهل يكون من ذكر الله بغير اسمه الثابت في الكتاب والسنة ملحدا كما قال تبارك وتعالى‏:‏ سورة الأعراف الآية 180 ‏{‏وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ‏}‏ أو لا‏؟‏ ومن العلماء من يقول يجوز هذه الأسماء ويستدلون بجبرائيل ويقولون ‏(‏إيل‏)‏ اسم لله بالعبرانية فإذا جاز بالعبرانية تغيير الاسم فيجوز أيضا بلغة أخرى، فهل يصلح هذا التأويل أم لا‏؟‏ وهل يجوز تغيير أسماء الله بلغة أخرى غير العربية أم لا‏؟‏ أفيدونا جزاكم الله خيرا‏.‏

ج تجوز ترجمة أسماء الله لمن لا يعرف اللغة العربية بلغتهم إذا كان المترجم بصيرا للغتين، كما يجوز أن تترجم لهم معاني الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لتفهيمهم الدين‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

الصفات

قول من قال بأن صفات الله عشرون

السؤال الثاني عشر من الفتوى رقم ‏(‏5741‏)‏

س12 قد قرأت في كتاب ‏[‏توضيح العقيدة المفيدة في علم التوحيد لشرح المزيدة‏]‏ لسيدي أحمد الدردير تأليف المرحوم الشيخ حسين عبد الرحيم مكي الجزء الثاني مقرر السنة الرابعة الإعدادية بالمعاهد الأزهرية وتصحيح موسى أحمد الطبعة الرابعة 1383/ 1963 م أن صفات الله عز وجل عشرون صفة في قول مذهب جماعة منهم الرازية، أما في قول آخر فالإمام الأشعري ومن ذهب مذهبه أنها الصفات ثلاث عشرة صفة والمتفق عليه حسب الكتاب سبع صفات وهي صفات المعاني، فأفيدونا أفادكم الله بما يجب لله تعالى في صفاته وما عددها أهي سبعة أم ثلاث عشرة أم عشرون، وإذا كانت عشرين فما معنى كونه قادرا وكونه حيا، هل هذا الكتاب صالح للعقيدة الصحيحة، لأنني داخلني شك منه، لأن صاحب المزيدة أشعري، وأريد أن أتبع وأقتدي بأهل السنة والجماعة لا الأشاعرة ولا غيرهم، فزودونا بكتاب يتكلم عن الصفات على مذهب أهل السنة‏؟‏

ج12 عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله تعالى موصوف بصفات الكمال، وأنه يوصف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل على حد قوله تعالى سورة الشورى الآية 11 ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ‏}‏ وأما القول بأنها عشرون أو سبع أو ثلاث عشرة فلا أصل له بل هو مخالف للكتاب والسنة والإجماع، والكتاب الذي ذكرته لا يصلح أن تعتمد عليه وإليك نسخة من ‏[‏العقيدة الواسطية‏]‏ لشيخ الإسلام ابن تيمية، وشرح الشيخ محمد خليل الهراس، ونسخة من ‏[‏التدمرية‏]‏ و‏[‏الحموية‏]‏ كلاهما لشيخ الإسلام ابن تيمية، والكتب الثلاثة المذكورة قد أوضحت مذهب أهل السنة في الأسماء والصفات والرد على مخالفيهم‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

الكفر في الصفات

السؤالان الثالث والرابع من الفتوى رقم ‏(‏9272‏)‏‏:‏

س 3 و4‏:‏ ما هو الكفر في الصفات، وهل هناك فرق بين العالم المعاند والمتأول في ذلك‏؟‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ الكفر في صفات الله تعالى هو إنكار ما علم ثبوته منها بعد البلاغ أو الإلحاد فيه بتحريفه عن المقصود بدون شبهة يعذر بمثلها‏.‏

ثانيا‏:‏ من خالف الحق في ذلك عنادا بعد البيان وإقامة الحجة فهو كافر غير معذور، ومن خالف في ذلك متأولا لشبهة يعذر بمثلها فهو مخطئ معذور، ويؤجر على اجتهاده‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

صفة المجيء

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏5957‏)‏‏:‏

س1‏:‏ كما هو معروف لديكم الخلاف الواقع بين السلف والخلف في مسألة التأويل ونحن إن شاء الله مع السلف فيما ذهبوا إليه ولكن ورد علي سؤال حول الحديث الذي ذكره الشيخ ناصر الدين الألباني عند قيامه بتحقيق ‏[‏الجامع الصغير وزيادته‏]‏ للحافظ السيوطي ونص الحديث كما ورد‏:‏ سنن الترمذي تفسير القرآن ‏(‏3233‏)‏‏.‏ أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة، فقال‏:‏ يا محمد، هل تدري فيما يختصم الملأ الأعلى‏؟‏ قلت لا، فوضع يده بين كتفي، حتى وجدت بردها بين ثدي فعلمت ما في السماوات وما في الأرض الحديث رواه الترمذي وأحمد عن ابن عباس والسؤال كيف يفسر هذا الإتيان‏؟‏ هل يفسر على حقيقته بأنه إتيان يليق بجلاله‏؟‏ أم يؤول، كما يفعله الأشاعرة عندنا‏؟‏

ج1‏:‏ يفسر الإتيان في الحديث بإتيان حقيقي يليق بجلاله تعالى لا يشبه إتيان المخلوق، ولا نتأوله على إتيان رحمته أو ملك من ملائكته، بل نثبته كما أثبته السلف في تفسير قوله تعالى‏:‏ سورة الأنعام الآية 158 ‏{‏هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ‏}‏‏.‏

بلا تشبيه ولا تمثيل ولا تأويل ولا تعطيل؛ لقوله تعالى سورة الشورى الآية 11 ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ‏}‏ وقوله‏:‏ سورة الإخلاص الآية 2 ‏{‏اللَّهُ الصَّمَدُ‏}‏ سورة الإخلاص الآية 3 ‏{‏لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ‏}‏ سورة الإخلاص الآية 4 ‏{‏وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ‏}‏‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

الإرادة والمشيئة

السؤال التاسع من الفتوى رقم ‏(‏4476‏)‏

س9 علمنا أن العبادة من الإرادة، لولا الإرادة لما قدر العابد عبادته، وكذلك العصاة من الإرادة لولا الإرادة لما قدر العاصي عصاته ولم يجازي الله العابد مع أن عبادته من الإرادة لولاها ما قدر العبادة، ولم يعذب الله العاصي بعصاته مع أن العصاة من الإرادة لولاها لما قدر العصاة مع أنه تعالى ليس بظلام للعبيد‏؟‏

ج9 الأصل في هذا الباب أن الله جل وعلا هو المتصرف في خلقه لا يسأل عما يفعل وهم يسئلون، وهو جل وعلا له الخلق والأمر، والعبد له إرادة ومشيئة ولكن مشيئته مرتبطة بمشيئة الله، قال تعالى سورة التكوير الآية 28 ‏{‏لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ‏}‏ وقال تعالى‏:‏ سورة التكوير الآية 29 ‏{‏وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ‏}‏ والله جل وعلا بين طريق الخير وأمر به وبين طريق الشر ونهى عنه، وجعل في العبد اختيارا وعقلا يميز به بين الخير والشر، والعبد هو الذي يختار لنفسه ما يشاء من الطريقين، قال تعالى سورة الإنسان الآية 3 ‏{‏إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا‏}‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ سورة البلد الآية 10 ‏{‏وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ‏}‏ والخير الذي يصيب العبد من الله، والسيئة التي تصيب العبد من نفسه قال تعالى سورة النساء الآية 79 ‏{‏مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ‏}‏‏.‏

ومما تقدم تعلم أن العبادة التي تقع من العبد ويثيبه الله عليها من فضل الله على العبد وهي حاصلة بإرادته واختياره، وأن المعصية التي تقع من العبد هي واقعة من نفس العبد وبإرادته واختياره، وعقوبة الله للعبد على هذه المعصية هي واقعة بسبب من العبد؛ لأنه باشرها، وقد عامله الله بعدله في ذلك، وكلتاهما وقعتا من العبد بمشيئة الله وقدره السابق، وله في ذلك الحكمة البالغة، وقد أوضح ذلك سبحانه بقوله‏:‏ سورة النساء الآية 78 ‏{‏أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ‏}‏ الآية‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

فتوى رقم ‏(‏8841‏)‏

س أرجو من فضيلتكم المحترمة أن تبينوا لنا هذه الكلمات التي قرأناها في كتاب ‏[‏فتح المجيد‏]‏ الصفحة 15 من أول الكتاب ‏(‏قال الشارح فبين الإرادة الشرعية والدينية والإرادة الكونية القدرية عموم وخصوص مطلقا‏)‏ إلخ فما معنى ذلك- وجزاكم الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خيرا‏؟‏

ج إن الإرادة الكونية القدرية أعم مطلقا فتشمل الإرادة الدينية والإرادة القدرية، وأما الإرادة الدينية الشرعية فهي أخص مطلقا، فكل مطيع قد اجتمعت فيه إرادتان الشرعية والقدرية، أما الكافر والعاصي فقد انتفت منه الإرادة الشرعية في أعماله المخالفة للشرع‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤالان الأول والثاني من الفتوى رقم ‏(‏6872‏)‏

س1 هل يمكن لأمة مهما بلغت أن تدمر أحدا ما لم يشاء الله ذلك‏؟‏

ج1 لا تستطيع أمة مهما بلغت من القوة أن تدمر أحدا إلا إذا شاء الله ذلك، فلا يقع شيء في الكون إلا بإذنه وإرادته تعالى، كما قال في محكم التنزيل سورة الإنسان الآية 30 ‏{‏وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا‏}‏ وقال تعالى‏:‏ سورة التكوير الآية 29 ‏{‏وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ‏}‏‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

س2 هل يأثم إنسان إذا نسب إلى إنسان آخر كبير أو صغير صفة من الصفات الخاصة بالله تعالى‏؟‏

ج2 ليس لأحد أن يصف المخلوق بصفة لا تليق إلا بالله كالخلاق والرزاق والفعال لما يريد ونحو ذلك، أما الصفات المشتركة بين الله وخلقه كالسميع والبصير والعزيز والقدير فلا بأس بذلك مع الإيمان بأن صفة الله جل وعلا لا تشابه صفات المخلوقين في الحقيقة والمعنى وإن اشتركا في اللفظ، وأصل المعنى في الذهن، وقد أجمع أهل السنة والجماعة وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان على أن القول في الصفات كالقول في الذات، فكما أن ذات الله سبحانه حق لا تشبه الذوات فهكذا صفاته ثابتة له على الوجه اللائق به ولا تشبه صفات المخلوقين‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

صفة النزول

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏1643‏)‏

س2 جرى بيني وبين أحد المثقفين في علومهم الحديثة من مدرسي الجامعة أبيدجان ساحل العاج حيث يقول حديث النزول أخرجه الإمام أحمد ‏(‏2/ 419، 504‏)‏، والبخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ برقم ‏(‏1145‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏758‏)‏، وأبو داود برقم ‏(‏4733‏)‏، والترمذي برقم ‏(‏2758، 3493‏)‏، وابن ماجه برقم ‏(‏1366‏)‏، والدارمي في ‏[‏السنن‏]‏ برقم ‏(‏1491‏)‏‏.‏ إن ربكم ينزل إلى السماء الدنيا في آخر كل ليلة قلت له بلا شك، وقرأت الحديث له، وقال إن ثبت ذلك معناه أن ربكم لم يستقر على العرش كما هو في القرآن سورة طه الآية 5 ‏{‏عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى؛‏}‏ لأن آخر الليل لم تزل على بقعة من الأرض من بقعاتها حسب دورانها حول نفسها بقدرة الله تعالى حتى تقوم الساعة فتوقفت وسكت‏؟‏

ج2‏:‏ لا تعارض بين نزوله تعالى إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من كل ليلة مع اختلاف الأقطار وبين استوائه عز وجل على العرش؛ لأنه سبحانه لا يشبه خلقه في شيء من صفاته، ففي الإمكان أن ينزل كما يشاء نزولا يليق بجلاله في ثلث الليل الأخير بالنسبة إلى كل قطر، ولا ينافي ذلك علوه واستواءه على العرش؛ لأننا في ذلك لا نعلم كيفية النزول ولا كيفية الاستواء، بل ذلك مختص به سبحانه، بخلاف المخلوق فإنه يستحيل في حقه أن ينزل في مكان ويوجد بمكان آخر في تلك اللحظة كما هو معلوم إلا الله عز وجل فهو على كل شيء قدير، ولا يقاس ولا يمثل بهم؛ لقوله عز وجل‏:‏ سورة النحل الآية 74 ‏{‏فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ‏}‏ وقوله سبحانه سورة الشورى الآية 11 ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ‏}‏ ومما ذكرناه يتضح لك أنه لا تعارض بين نزوله واستوائه، وأن اختلاف الأقطار لا يؤثر في ذلك‏.‏

وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه، وفقهنا في دينه وبصرنا بالحق، فإنه مجيب الدعاء‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

صفة الوجود

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏6245‏)‏‏:‏

س3‏:‏ لم أجد في أسماء الله وصفاته اسم ‏(‏الموجود‏)‏ وإنما وجدت اسم ‏(‏الواجد‏)‏ وعلمت في اللغة أن الموجود على وزن مفعول ولا بد أن يكون لكل موجود موجد كما أن لكل مفعول فاعل، ومحال أن يوجد لله موجد‏.‏ ورأيت أن الواجد يشبه اسم الخالق والموجود يشبه اسم المخلوق، وكما أن لكل موجود موجد فلكل مخلوق خالق، فهل لي بعد ذلك أن أصف الله بأنه موجود‏؟‏

ج3‏:‏ وجود الله معلوم من الدين بالضرورة، وهو صفة لله بإجماع المسلمين، بل صفة لله عند جميع العقلاء حتى المشركين لا ينازع في ذلك إلا ملحد دهري‏.‏ ولا يلزم من إثبات الوجود صفة لله أن يكون له موجد؛ لأن الوجود نوعان‏:‏

الأول‏:‏ وجود ذاتي وهو ما كان وجوده ثابتا له في نفسه لا مكسوبا له من غيره، وهذا هو وجود الله سبحانه وصفاته، فإن وجوده لم يسبقه عدم ولا يلحقه عدم‏:‏ سورة الحديد الآية 3 ‏{‏هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ‏}‏‏.‏

الثاني وجود حادث وهو ما كان حادثا بعد عدم فهذا الذي لا بد له من موجد يوجده وخالق يحدثه وهو الله سبحانه، قال تعالى سورة الزمر الآية 62 ‏{‏اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيل‏}‏ سورة الزمر الآية 63 ‏{‏لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ‏}‏ وقال تعالى سورة الطور الآية 35 ‏{‏أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ‏}‏ سورة الطور الآية 36 ‏{‏أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ‏}‏ وعلى هذا يوصف الله تعالى بأنه موجود ويخبر عنه بذلك في الكلام فيقال الله موجود، وليس الوجود اسما، بل صفة‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏6915‏)‏

س4 سؤالي في خطابي السابق عن كلمة الموجود لم يكن استفهاما عن وجود الله، فأنا أعلم علم اليقين أن الله هو واجب الوجود بذاته، ووجود الله قبل، والآن، وبعد؛ ثابت بالنقل وبالعقل ولا يماري في ذلك إلا ملحد دهري، لذلك تعجبت عندما وجدت أن الرد على سؤالي انصبت أدلته جمعاء على إثبات وجود الله

ففهمت أن السؤال أخذ على غير مراد؛ لذلك رأيت أن أتوسع قليلا في طريقة عرض السؤال هذه المرة حتى يتضح بإذن الله تعالى من المعلوم أنه لا يصف الله أعلم بالله من الله سورة البقرة الآية 140 ‏{‏أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ‏}‏ ولا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ سورة النجم الآية 3 ‏{‏وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى‏}‏ سورة النجم الآية 4 ‏{‏إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى‏}‏ فيجب على كل مؤمن أن لا يصف الله إلا بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، ولو نظرنا إلى أسماء الله وصفاته لوجدنا لفظ الواجد، فإذا ما بحثنا في كلمة ‏(‏الموجود‏)‏ لم نجدها في الأسماء والصفات وإنما جرى استخدامها للتعبير عن وجود الله عز وجل، لكن التعبير عن وجود الله ليس بقاصر على استخدام لفظ الموجود بل يمكن التعبير عن وجود الله بأي اسم من أسمائه الثابتة في الحديث الشريف فساعة أن أؤمن وأنطق بأن الله حي أو بأنه هو الأول والآخر فهذا إقرار مني باستمرارية وجود الله من أزل الآزال إلى أبد الآباد، ولكنك قلت بالنص في الخطاب السابق ردا على سؤالي ‏(‏الوجود نوعان‏:‏ الأول‏:‏ وجود ذاتي وهو ما كان وجوده ثابتا له في نفسه لا مكسوبا له من غيره وهذا هو وجود الله سبحانه‏)‏‏.‏ اه‏.‏

وعندما نظرت في الرد وجدت أنك قسمت لي الوجود نوعان ولكن لم تقل الموجود نوعان، على الرغم من أن سؤالي كان يدور حول لفظ الموجود لا عن كلمة الوجود ثم انتقلت بعد ذلك إلى قولك‏:‏ ‏(‏وعلى هذا يوصف الله تعالى بأنه موجود ويخبر بذلك في الكلام فيقال‏:‏ الله موجود وليس اسما بل صفة‏)‏‏.‏‏.‏ وهذا هو محل سؤالي‏:‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف الله تعالى بأنه الواجد في حديثه الشريف ولم يصفه بأنه الموجود فلا بد أن كلمة الموجود ليست بضرورية للتعبير عن وجود الله ‏(‏دليل نقلي‏)‏ كما سنجد في أسماء الله تعالى وصفاته كلمة الخالق التي تكاد تتطابق مع كلمة الواجد وهما من أسماء الله وصفاته، وكلمة الموجود أو المخلوق على وزن مفعول ولا بد أن يكون لكل مفعول فاعل ولكل مخلوق خالق ولكل موجود واجد فهل بعد ذلك يصح لي أن أعبر عن وجود الله باستخدام لفظ ‏(‏الموجود‏)‏ الذي إن دل على شيء فإنما يدل على الحدوث بعد العدم وهذا لا يحق إلا في حق المخلوقين‏؟‏ أفتونا مأجورين‏.‏

ج4‏:‏ أولا‏:‏ الواجد ليس اسما من أسماء الله ولا صفة من صفاته، والحديث الذي ورد فيه تسميته بذلك ليس بصحيح‏.‏

ثانيا‏:‏ إنما قسمنا الوجود إلى قسمين؛ لأنك قلت في سؤالك‏:‏ ‏(‏إن كلمة الموجود على وزن مفعول ولا بد لكل موجود من موجد كما أن لكل مفعول فاعل‏)‏ وهذا غير صحيح، بل الموجود قسمان موجود لذاته لا يحتاج إلى من يوجده وليس مثل المخلوق، وموجود حادث يحتاج في وجوده إلى غيره يخرجه من العدم، فقسمنا الوجود إلى نوعين؛ لتعرف من ذلك أن الموجود المشتق منه نوعان، وأن الذي يحتاج منهما إلى موجد إنما هو الموجود الحادث‏.‏ وبذلك تعرف أننا فهمنا السؤال وأجبناك عليه لكنك لم تفهم الجواب، ونسأل الله لنا ولك التوفيق لفهم الصواب‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

صفة الهرولة

فتوى رقم ‏(‏6932‏)‏‏:‏

س‏:‏ هل لله صفة الهرولة‏؟‏

ج‏:‏ نعم، صفة الهرولة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به قال تعالى‏:‏ صحيح البخاري التوحيد ‏(‏7098‏)‏، صحيح مسلم التوبة ‏(‏2675‏)‏، سنن الترمذي الدعوات ‏(‏3603‏)‏، سنن ابن ماجه الأدب ‏(‏3822‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/535‏)‏‏.‏ ذا تقرب إلي العبد شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني ماشيا أتيته هرولة رواه البخاري ومسلم‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

وصف الله بالعقل المدبر

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏3207‏)‏‏:‏

س1‏:‏ هل من وصف الله تعالى بالعقل المدبر للتقريب إلى أفهام العامة يكفر أو لا‏؟‏

ج1‏:‏ إذا كان الواقع كما ذكر من وصفه الله بالعقل المدبر للتقريب إلى العامة فقد أساء بإطلاق ذلك على الله تعالى؛ لأن أسماء الله وصفاته توقيفية، ولم يطلق الله ذلك على نفسه اسما أو وصفا، ولم يطلقه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنه لا يكفر لعدم سوء قصده، ويكفيه في الإيضاح للعامة وغيرهم وصفه تعالى بكمال العلم وإحاطته والحكمة البالغة في تقديره وتدبيره في تشريعه وخلقه وتصريفه لجميع شؤون عباده، فذلك يغنيه عن تسميته أو وصفه بما لم يسم ولم يصف به نفسه، مع ما في إطلاق العقل المدبر عليه سبحانه من مشابهة الفلاسفة في قولهم بالعقول العشرة‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

صفة الاستواء

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏3535‏)‏ انظر باب التوسل الفتوى رقم ‏(‏5441‏)‏‏.‏‏:‏

س1‏:‏ ما حكم الصلاة خلف رجل يقول‏:‏ إن الله في السماء والأرض يحل الله في الأرض خوفا من تحديد مكانه‏؟‏

ج1‏:‏ من عقيدة أهل السنة والجماعة‏:‏ أن الله سبحانه وتعالى في العلو فوق جميع خلقه، وأنه قد استوى على عرشه استواء يليق بجلاله، ومما يدل على ذلك قوله تعالى‏:‏ سورة طه الآية 5 ‏{‏الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‏}‏ وقوله سورة البقرة الآية 255 ‏{‏وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ‏}‏ وقوله تعالى‏:‏ سورة الأنعام الآية 18 ‏{‏وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ‏}‏ وقوله في حق عيسى سورة النساء الآية 158 ‏{‏بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ‏}‏ وهو جل وعلا في السماء إله وفي الأرض إله، كما قال تعالى‏:‏ سورة الزخرف الآية 84 ‏{‏وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ‏}‏ وهو مع خلقه بعلمه، كما قال تعالى سورة الحديد الآية 4 ‏{‏وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ‏}‏ فمن اعتقد أن الله جل وعلا بذاته في الأرض فهذا مخالف للكتاب والسنة والإجماع وهو مذهب الحلولية الذين يقولون‏:‏ إن الله حال في كل مكان فمن قال بذلك عن جهل بين له الحكم، فإن أصر أو كان يقول ذلك لا عن جهل فهو كافر بالله فلا تصح الصلاة خلفه‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏5275‏)‏‏:‏

س2‏:‏ إثبات العلو لله تعالى ‏(‏حديث الجارية‏)‏ هل هذا الحديث صحيح واضح، الحديث ‏(‏أن الله في السماء‏)‏ علما أن الإمام الغزالي يقول‏:‏ إن الله كائن حيث كان قبل أن يخلق الزمان والمكان، فالمرجو توضيح هذا‏؟‏

ج2‏:‏ حديث الجارية الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سألها صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة ‏(‏537‏)‏، سنن النسائي السهو ‏(‏1218‏)‏، سنن أبو داود الصلاة ‏(‏930‏)‏‏.‏ أين الله‏؟‏ فقالت‏:‏ في السماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لسيدها‏:‏ أعتقها فإنها مؤمنة حديث صحيح، وفيه دليل على إثبات العلو لله تعالى وأنه فوق عباده بائن من خلقه كما دل على إثبات ذلك الكتاب والأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإجماع الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف رحمهم الله قبل أن يكون الشيخ الغزالي فلا يعتبر رأيه ولا رأي من وافقه من العلماء، بل يجب اعتقاد ما ثبت بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة وأئمة السلف، وننصحك بقراءة ‏[‏ العقيدة الواسطية ‏]‏ لابن تيمية، وكتاب ‏[‏اجتماع الجيوش الإسلامية‏]‏ لابن القيم، وكتاب ‏[‏العلو للعلي الغفار‏]‏ للذهبي ففيها بيان الحق بأدلته‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏7405‏)‏‏:‏

س3‏:‏ قيل‏:‏ إن الله فوق عرشه والعرش فوق كرسي فوق السموات والأرض ونحن في الأرض، قيل‏:‏ إنه أقرب إلينا من حبل الوريد، كيف يعبد الإنسان ربه حتى يجد الجنة‏؟‏

ج3‏:‏ أولا‏:‏ يجب اعتقاد أن الله تعالى فوق عرشه؛ لقوله تعالى‏:‏ سورة طه الآية 5 ‏{‏الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‏}‏ وهو أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد، كما قال تعالى سورة ق الآية 16 ‏{‏وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ‏}‏‏.‏

وذلك بعلمه وبملائكته، وهو سبحانه فوق عرشه منزه عن مخالطة خلقه‏.‏

ثانيا‏:‏ عبادة العبد ربه تكون صحيحة مقبولة يرضى بها الله عن العابد ويدخله بها الجنة بفضله تعالى إذا كانت خالصة لله ابتغى بها وجهه، ووافقت في ظاهرها ما شرعه في كتابه وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏6648‏)‏‏:‏

س2‏:‏ أين كانا العرش والكرسي فوق الأرض أم تحتها أم عليها‏؟‏

ج2‏:‏ قول أهل السنة والجماعة‏:‏ أن العرش والكرسي فوق السموات، والسموات فوق الأرض محيطة بها‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

صفة الضحك

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏5733‏)‏‏:‏

س2‏:‏ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ صحيح البخاري الجهاد والسير ‏(‏2671‏)‏، صحيح مسلم الإمارة ‏(‏1890‏)‏، سنن النسائي الجهاد ‏(‏3166‏)‏، سنن ابن ماجه المقدمة ‏(‏191‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/318‏)‏، موطأ مالك الجهاد ‏(‏1000‏)‏‏.‏ يضحك الله من رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة متفق عليه‏؟‏

ج2‏:‏ لفظ الحديث الإمام البخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ برقم ‏(‏2826‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏1890‏)‏، وابن خزيمة في ‏[‏التوحيد‏]‏ برقم ‏(‏331، 335، 336‏)‏‏.‏ يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد انتهى، وهو يدل على إثبات صفة الضحك لله تعالى كما يليق بجلاله وعظمته لا يشابه خلقه في شيء، كما قال سبحانه‏:‏ سورة الشورى الآية 11 ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ‏}‏‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

القرآن كلام الله

فتوى رقم ‏(‏4106‏)‏

س لقد سمعت من إمام أحد المساجد حديثا في هذا الشهر عن فضل القرآن وكان من ضمن حديثه قوله إن القرآن صنعه الله هذا ما قاله الشيخ، ومن خلال دراستي للتوحيد في المراحل الدراسية تعلمت بأن المعتزلة هم الذين قالوا بخلق القرآن، وأهل السنة والجماعة أبطلوا ودحضوا حجتهم، حيث إن مذهب أهل السنة والجماعة بالنسبة للقرآن أنه ليس بمخلوق، بل هو كلامه تعالى حقيقة نزله من عنده على محمد صلى الله عليه وسلم، فأنا لا أدري هل كان للشيخ مقصد آخر يرنو إليه عندما قال مقالته أم ماذا‏؟‏ فما رأيكم بذلك القول الذي قاله إمام ذلك المسجد أرجو توضيح ذلك‏؟‏

ج إذا كان الواقع كما ذكرت من أنك تعتقد أن القرآن كلام الله تكلم به حقيقة ونزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن إمام المسجد قال إن القرآن صنعة الله فعقيدتك في كلام الله صحيحة وهي موافقة لما قاله أهل السنة والجماعة، وأما قول إمام المسجد إن القرآن صنعه الله فغير صواب؛ لمخالفته لنصوص الكتاب والسنة وطريقة السلف في فهمهما، ولعلك تتصل به وتنبهه فقد يكون ذلك منه خطأ لسانيا غير مقصود له فيصلح قوله ويعدل لفظه فإن تبين بحديثك معه أنه يعتقد أن القرآن مخلوق وأصر على ذلك فأرشده إلى الحق إن استطعت وإلا فأعطه كتاب ‏[‏ العقيدة الواسطية ‏]‏ لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وكتاب ‏[‏التدمرية‏]‏ له أيضا، وكتاب ‏[‏شرح الطحاوية‏]‏ للشيخ ابن أبي العز رحمه الله، أو أرشده إليها ليقرأها ويتعرف منها العقيدة الصحيحة‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏6525‏)‏

س3 كيف نزول القرآن، أهو كلام الله حقا، أم هو منزل في صورة وحي إلى الرسول، والرسول يقوم بدوره بإعطائه الألفاظ المناسبة، وإذا كان القرآن كلام الله حقا فهو يتكلم مثل الإنسان إذا، وإذا كان يتكلم مثل الإنسان فإننا أصبحنا نعبد شيئا يتكلم مثلنا‏؟‏

ج3 القرآن كلام الله حقا لفظه ومعناه، تكلم به رب العالمين وسمعه منه جبريل عليه الصلاة والسلام وبلغه جبريل إلى محمد عليهما الصلاة والسلام دون تغيير ولا تبديل، قال الله تعالى سورة الشعراء الآية 192 ‏{‏وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ سورة الشعراء الآية 193 ‏{‏نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ‏}‏ سورة الشعراء الآية 194 ‏{‏عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ‏}‏ سورة الشعراء الآية 195 ‏{‏بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ‏}‏‏.‏

وقد تكفل الله تعالى بحفظه وجمعه في قلب محمد صلى الله عليه وسلم وبيانه له قال تعالى سورة الحجر الآية 9 ‏{‏إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ‏}‏ وقال‏:‏ سورة القيامة الآية 16 ‏{‏لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ‏}‏ سورة القيامة الآية 17 ‏{‏إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ‏}‏ سورة القيامة الآية 18 ‏{‏فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ‏}‏ سورة القيامة الآية 19 ‏{‏ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ‏}‏‏.‏

وليس كلامه مثل كلام الإنس أو الجن أو الملائكة، بل بصفة وكيفية مختصة به تعالى لا يعلم حقيقتها إلا الله سبحانه لا يشابه فيها خلقه، كما قال سبحانه‏:‏ سورة الشورى الآية 11 ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ‏}‏ وكما أن ذاته تعالى لا تشبه الذوات فصفاته لا تشبه صفات أحد من المخلوقات، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

قول سبحان الذي عينه لا تنام

فتوى رقم ‏(‏7635‏)‏

س يوجد هنا بعض الشباب يحلفون ويقسمون بالكلمات التالية ‏(‏سبحان الذي عينه لا تنام‏)‏ فهل هذا القسم جائز أم لا‏؟‏ حيث إن هؤلاء الأشخاص يربطون صفة النوم بالعين للخالق عز وجل، وسبحانه لم يخبرنا بذلك والذي ورد في القرآن قوله تعالى سورة البقرة الآية 255 ‏{‏لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ‏}‏‏؟‏

ج‏:‏ قول‏:‏ ‏(‏سبحان الله الذي عينه لا تنام‏)‏ أو ‏(‏والله الذي عينه لا تنام‏)‏ جائز، فهو وصف كمال، وقد ورد في القرآن الكريم‏:‏ سورة طه الآية 39 ‏{‏وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي‏}‏ وهو سبحانه لا تأخذه سنة ولا نوم بنص القرآن، وقد جاء في السنة الصحيحة أنه لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام مع العلم بأن هذه الجملة وهي ‏(‏سبحان الذي عينه لا تنام‏)‏ ليست بقسم‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

دفع شبهة الحلول

فتوى رقم ‏(‏4715‏)‏

س ما معنى قوله تعالى في الحديث القدسي الإمام البخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ برقم ‏(‏6502‏)‏، وأحمد مختصرا ‏(‏6/ 656‏)‏، وعبد الرزاق في ‏[‏المصنف‏]‏ برقم ‏(‏20301‏)‏ مرسلا عن الحسن، وابن أبي شيبة برقم ‏(‏17330‏)‏ عن حسان بن عطية مرسلا، وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب ‏[‏الأولياء‏]‏، والحكيم الترمذي في ‏[‏نوادر الأصول‏]‏، وابن مردويه، وأبو نعيم في ‏[‏الحلية‏]‏ وابن عساكر في تاريخه من حديث أنس بن مالك كما في ‏[‏الدر المنثور‏]‏ ‏(‏ص9 ج6‏)‏‏.‏ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها‏؟‏

ج إذا أدى المسلم ما فرض عليه ثم اجتهد في التقرب إلى الله تعالى بنوافل الطاعات واستمر على ذلك وسعه أحبه الله تعالى، وكان عونا له في كل ما يأتي ويذر، فإذا سمع كان مسددا من الله في سمعه فلا يستمع إلا الخير ولا يقبل إلا الحق، وينزاح عنه الباطل، وإذا أبصر بعينه أو قلبه أبصر بنور من الله فكان في ذلك على هدى من الله وبصيرة نافذة بتأييد الله وتوفيقه، فيرى الحق حقا والباطل باطلا، وإذا بطش بشيء بطش بقوة من الله فكان بطشه من بطش الله نصرة للحق، وإذا مشى كان مشيه في طاعة الله طلبا للعلم وجهادا في سبيل الله، وبالجملة كان عمله بجوارحه الظاهرة والباطنة بهداية من الله وقوة منه سبحانه‏.‏

وبهذا يتبين أنه ليس في الحديث دليل على حلول الله في خلقه أو اتحاده بأحد منهم، ويرشد إلى ذلك ما جاء في آخر الحديث من قوله تعالى صحيح البخاري الرقاق ‏(‏6137‏)‏‏.‏ ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه وما جاء في بعض الروايات من قوله صحيح البخاري الحج ‏(‏1737‏)‏، صحيح مسلم الحج ‏(‏1353‏)‏، سنن الترمذي السير ‏(‏1590‏)‏، سنن النسائي البيعة ‏(‏4170‏)‏، سنن أبو داود الجهاد ‏(‏2480‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏1/316‏)‏، سنن الدارمي السير ‏(‏2512‏)‏‏.‏ فبي يسمع وبي يبصر إلخ؛ فإن ذلك إرشاد إلى المراد في أول الحديث، وتصريح بسائل ومسؤول ومستعيذ ومعيذ ومستعين ومعين، وهذا الحديث نظير الحديث القدسي الآخر يقول الله تعالى عبدي مرضت فلم تعدني إلخ مسلم برقم ‏(‏2569‏)‏، والبيهقي في ‏[‏الأسماء والصفات‏]‏، كما في ‏[‏الدر المنثور‏]‏ ‏(‏5/ 135‏)‏‏.‏، فكل منهما يشرح آخره أوله، لكن أرباب الهوى يتبعون ما تشابه من النصوص ويعرضون عن المحكم منها فضلوا سواء السبيل‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏5213‏)‏

س1 كيف الرد على القائلين بأن ‏(‏الله في كل مكان‏)‏ تعالى عن ذلك وما حكم قائلها‏؟‏

ج1 أولا عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله سبحانه وتعالى مستو على عرشه بذاته وهو ليس داخل العالم، بل منفصل وبائن عنه وهو مطلع على كل شيء لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء قال تعالى سورة الأعراف الآية 54 ‏{‏إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ‏}‏ الآية، وقال تعالى‏:‏ سورة طه الآية 5 ‏{‏الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‏}‏ وقال الله تعالى سورة الفرقان الآية 59 ‏{‏ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا‏}‏ وقال تعالى‏:‏ سورة السجدة الآية 4 ‏{‏اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ‏}‏ الآية، وقال تعالى سورة هود الآية 7 ‏{‏وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ‏}‏ ومما يدل على علوه على خلقه نزول القرآن من عنده والنزول لا يكون إلا من أعلى إلى أسفل، قال تعالى‏:‏ سورة المائدة الآية 48 ‏{‏وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ‏}‏ الآية، وقال تعالى سورة غافر الآية 1 ‏{‏حم‏}‏ سورة غافر الآية 2 ‏{‏تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ‏}‏ وقال تعالى سورة فصلت الآية 1 ‏{‏حم‏}‏ سورة فصلت الآية 2 ‏{‏تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏}‏ إلى غير ذلك في الآيات الدالة على علو الله سبحانه وتعالى، وفي حديث معاوية بن الحكم السلمي قال الإمام أحمد ‏(‏5/ 447‏)‏، ومالك في ‏[‏الموطأ‏]‏ كتاب العتاقة ‏(‏666‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏537‏)‏ واللفظ له، وأبو داود برقم ‏(‏3282‏)‏، والنسائي في ‏[‏المجتبي‏]‏ ‏(‏3/ 15‏)‏، وابن خزيمة في التوحيد برقم ‏(‏178، 179، 180‏)‏، وأورده ابن أبي عاصم في ‏[‏السنة‏]‏ ‏(‏1/ 215‏)‏، واللالكائي في ‏[‏أصول أهل السنة‏]‏ ‏(‏3/ 392‏)‏، والذهبي في ‏[‏العلو‏]‏ ‏(‏81‏)‏‏.‏ كانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانية، فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون، لكني صككتها صكة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي، قلت يا رسول الله، أفلا أعتقها‏؟‏ قال ائتني بها فأتيته بها، فقال لها أين الله‏؟‏ قالت في السماء، قال من أنا‏؟‏ قالت أنت رسول الله، قال أعتقها فإنها مؤمنة أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وغيرهم وفي الصحيحين حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحمد ‏(‏3/ 4، 68، 73‏)‏، والبخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ برقم ‏(‏3344، 4351‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏1064‏)‏، وأبو داود ‏(‏4764‏)‏، والنسائي في ‏[‏المجتبي‏]‏ ‏(‏5/ 87‏)‏‏.‏ ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء‏.‏

ثانيا من اعتقد أن الله في كل مكان فهو من الحلولية، ويرد عليه بما تقدم من الأدلة على أن الله في جهة العلو، وأنه مستو على عرشه بائن من خلقه فإن انقاد لما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع وإلا فهو كافر مرتد عن الإسلام‏.‏

وأما قوله تعالى سورة الحديد الآية 4 ‏{‏وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ‏}‏ فمعناه عند أهل السنة والجماعة أنه معهم بعلمه واطلاعه على أحوالهم، وأما قوله تعالى‏:‏ سورة الأنعام الآية 3 ‏{‏وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ‏}‏ فمعناه أنه سبحانه هو معبود أهل السموات ومعبود أهل الأرض، وأما قوله تعالى سورة الزخرف الآية 84 ‏{‏وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ‏}‏ فمعناه‏:‏ أنه سبحانه إله أهل السموات وإله أهل الأرض لا يعبد بحق سواه، وهذا هو الجمع بين الآيات والأحاديث الواردة في هذا الباب عند أهل الحق‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

الأشاعرة

السؤال السابع من الفتوى رقم ‏(‏6606‏)‏‏:‏

س7‏:‏ ما حكم من مات على التوحيد الأشعري قبل بلوغ توحيد الأسماء والصفات إليه ولم يسمعه من أحد ولا فهمه وقد أقر بتوحيد الربوبية والإلهية ولم ينبهه عليه أحد فينكره، هل له عذر أم لا‏؟‏

ج7‏:‏ أمره إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن الأشاعرة ليسوا كفارا، وإنما أخطأوا في تأويلهم بعض الصفات‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏10909‏)‏‏:‏

س3‏:‏ أنكر بعض الناس صلة كتاب ‏[‏الإبانة‏]‏ لأبي الحسن الأشعري وقال‏:‏ إنه ليس من مصنفاته فهل قال أحد من علماء المسلمين بمثل هذا القول‏؟‏ وما هي الأدلة للرد عليه‏؟‏ وأخيرا أرجو من فضيلتكم أن تزودنا ببعض الكتب المناسبة لتيسر لنا الدعوة إلى الله على هدى ونور من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم‏؟‏

ج3‏:‏ اشتهر بين العلماء قديما وحديثا نسبة كتاب ‏[‏الإبانة‏]‏ لأبي الحسن الأشعري، وقلده فيما فيه أتباعه، وخالفه جماعة من العلماء في بعض ما ذكره في ‏[‏الإبانة‏]‏ ونقدوه ولم ينكروا نسبته إليه، والأصل البقاء على ما اشتهر من نسبة هذا الكتاب إليه، فإذا كان لدى من نفى ذلك حجة فليذكرها لينظر فيها‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

السؤال الثاني عشر من الفتوى رقم ‏(‏4264‏)‏‏:‏

س12‏:‏ بالنسبة للإمام النووي بعض الإخوة يقول‏:‏ إنه أشعري في الأسماء والصفات فهل يصح هذا وما الدليل وهل يصح التكلم في حق العلماء بهذه الصورة‏.‏ ومنهم من قال‏:‏ إن له كتابا يسمى ‏[‏بستان العارفين‏]‏ وهو صوفي فيه، فهل يصح هذا الكلام‏؟‏

ج12‏:‏ له أغلاط في الصفات سلك فيها مسلك المؤولين وأخطأ في ذلك فلا يقتدى به في ذلك، بل الواجب التمسك بقول أهل السنة‏:‏ وهو إثبات الأسماء والصفات الواردة في الكتاب العزيز والسنة الصحيحة المطهرة، والإيمان بذلك على الوجه اللائق بالله جل وعلا من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل؛ عملا بقوله سبحانه‏:‏ سورة الشورى الآية 11 ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ‏}‏ وما جاء في معناها من الآيات‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

رمي ابن تيمية بالتجسيم

فتوى رقم ‏(‏6911‏)‏

س إني فتى عمري يقارب 16 عاما، كل الناس الذين يعيشون حولي مبهورين بشخصيتي فقد كان لدي علم غزير في الدين وعلوم الدنيا وكنت متدينا فجرفني التيار إلى جماعة صوفية يتزعمها شيخ صوفي يسمى محمد عيد الحسيني في غضون شهر جعلني من طلابه، لا من طلابه بل أقول من خدامه لأني كنت أمسح بيده على وجهي وأقبل يده وألبسه النعال وكنت أتسابق مع الآخرين في من يلبس الشيخ النعال هذه الليلة، وفي نفس الفترة ازداد حبي للاطلاع على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية؛ لأني كثيرا ما أسمع الشيخ يسبه ويكفره ويقول إنه من المشبهة، وعندما كنت أقرأ تلك الكتب لم أكن أصدق نفسي أن الكلام هناك مناقض لكلام ‏(‏سيدي‏)‏ شيخ ‏(‏رضي الله عنه وأرضاه‏)‏ إلا أني أحاول أن أقنع نفسي بأن الكتب مغشوشة كما يقول الشيخ، وكما أنه يقول إن الوهابية جماعة خارجة عن الإسلام مثل المشبهة والخوارج والمعتزلة، وأيضا في تلك الفترة كنت أذهب لجماعة السلفية، وأتناظر معهم، وأستدل بأحاديث يأتي بها الشيخ تتضح لي بعد ذلك أنها موضوعة، وكانوا دائما يفحمون ويخبرون بأني قريبا سأترك الشيخ إذا الله أراني طريق الحق، وبقيت مع هذا الشيخ ما يقرب 6 أشهر قضيتها في حياة صوفية مشركة بالله والعياذ به، وفي كل درس كان يخبرنا عن أسياده وعن كرامات الأولياء وبعض كرامات منها علمه بالكشف، طبعا هو لا يتكلم عنها مباشرة إنما بطريق ملتو إلا أن اللبيب من الإشارة يفهم، وكنت مصدقه في كل ما يقول حتى إن أصدقائي يحضرون لي أحاديث صحيحة مناقضة لكلامه إلا أني أرفض وأخبرهم بأن الشيخ أعلم منهم، ومرت الأيام وفي إحدى الليالي وهي بالتحديد ليلة 15 شعبان 1401 هـ قال ‏(‏يجب على كل واحد منكم أن يقلد الشيخ إذا كان واثقا به دون الاعتراض والذي يريد الدليل فقد كان الصحابة ينفذون ما أمرهم به الله والرسول دون اعتراض سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير‏)‏، فعندما سمعت هذا القول منه فأثلج صدري وجسمي مع أني كنت أفصد عرقا في تلك الليلة الحارة ومنذ ذلك الحين ابتدأ الشك يساورني في حقيقة هذا الشيخ وبعد هذا بيومين أي 17 شعبان 1401هـ سافرت إلى المدينة وبعدها إلى مكة المكرمة معتمرا وهناك تعرفت على شاب سعودي يسمى عبد العزيز الصالح الطويان من بريدة فأخبرته عن حقيقتي وعن الشيخ وبعدها أحضر لي كتبا لكتاب ردوا على الصوفية، وكذلك أحضر لي كتب شيخ الإسلام ابن تيمية فازداد شكي بالشيخ إلى أن تركته بعد أن أعماني عن الحق، عماه الله عن الحق سامحه الله، علما بأن هناك طلاب من عنده أنا قد عرفتهم على الشيخ، وعندما صارحتهم بالحقيقة رفضوا وقال بأني قد تجننت، والآن في كل يوم أتناظر مع أحد طلابهم بدون علم الشيخ طبعا ومعي طالب عزيز علي أريد أن أرد عليه في عدة أمور أفحمني فيها إلا أنها قليلة في جانب ما أفحمته فيه وهي‏:‏

1- في الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم سنن أبو داود المناسك ‏(‏2041‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/527‏)‏‏.‏ ما من أحد يسلم علي حتى يرد علي الله روحي فأرد عليه أرجو توضيح ذلك تفصيليا‏.‏

2- يقول وهو كاذب- أي الطالب- نقلا عن شيخه وأنا أعلم هذا بأن ابن تيمية جسم الله عز وجل، أرجو توضيح أيضا لو تكرمتم‏.‏

3- عن الأولياء، وعندي علم ولله الحمد بهذا كثير إلا أنه قليل بجانب علمكم أدامكم الله وأبقاكم حماة للإسلام والمسلمين‏.‏

ج إن ما ذكره الطالب المناظر لك من أن شيخ الإسلام ابن تيمية مجسم بهتان على الشيخ رحمه الله وكذب عليه، وعقيدة الشيخ عقيدة سلف هذه الأمة، الإيمان بالله وبأسمائه وصفاته، ووصف الله بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وهذا واضح في رسائله ومؤلفاته؛ كـ‏[‏ العقيدة الواسطية ‏]‏ و‏[‏الرسالة التدمرية‏]‏ وغيرهما، ولكن أهل البدع كالجهمية والمعتزلة يرمون من أثبت الصفات لله على الوجه اللائق به ويسمونه مجسما ومشبها، وهكذا الأشاعرة يرمون من خالفهم فيما تأولوه من الصفات بأنه مجسم، ونظرا إلى أن التجسيم لم يرد في النصوص نفيه ولا إثباته فلا يجوز للمسلم نفيه ولا إثباته؛ لأن الصفات توقيفية‏.‏

وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند أبي داود سنن أبو داود المناسك ‏(‏2041‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/527‏)‏‏.‏ ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام فسبق منا فتوى في معنى هذا الحديث رقم 4383 هذا نصها‏:‏

س في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، أكان النبي صلى الله عليه وسلم حيا في قبره الشريف بإعادة الروح في الجسد والبدن ‏(‏العنصرية‏)‏ بحياة دنيوية حسية أو حيا في أعلى عليين بحياة أخروية برزخية بلا تكليف، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت صحيح البخاري المغازي ‏(‏4173‏)‏، صحيح مسلم فضائل الصحابة ‏(‏2444‏)‏، سنن الترمذي الدعوات ‏(‏3496‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏6/231‏)‏، موطأ مالك الجنائز ‏(‏562‏)‏‏.‏ اللهم بالرفيق الأعلى وجسده المنور الآن كما وضع في قبر بلا روح والروح في أعلى عليين، واتصال الروح بالبدن والجسد المعطر عند يوم القيامة كما قال الله تعالى سورة التكوير الآية 7 ‏{‏وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ‏}‏‏.‏

ج‏:‏ إن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم حي في قبره حياة برزخية يحصل بها التنعم في قبره بما أعده الله له من النعيم جزاء له على أعماله العظيمة الطيبة التي قام بها في دنياه عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام، ولم تعد إليه روحه ليصير حيا كما كان في دنياه ولم تتصل به وهو في قبره اتصالا يجعله حيا كحياته يوم القيامة، بل هي حياة برزخية وسط بين حياته في الدنيا وحياته في الآخرة، وبذلك يعلم أنه قد مات كما مات غيره ممن سبقه من الأنبياء وغيرهم، قال الله تعالى‏:‏ سورة الأنبياء الآية 34 ‏{‏وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ‏}‏ وقال سورة الرحمن الآية 26 ‏{‏كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ‏}‏ سورة الرحمن الآية 27 ‏{‏وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ‏}‏ وقال سورة الزمر الآية 30 ‏{‏إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ‏}‏ إلى أمثال ذلك من الآيات الدالة على أن الله قد توفاه إليه؛ ولأن الصحابة رضي الله عنهم قد غسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه، ولو كان حيا حياته الدنيوية ما فعلوا به ما يفعل بغيره من الأموات‏.‏

ولأن فاطمة رضي الله عنها قد طلبت إرثها من أبيها صلى الله عليه وسلم لاعتقادها بموته ولم يخالفها في ذلك الاعتقاد أحد من الصحابة، بل أجابها أبو بكر رضي الله عنه بأن الأنبياء لا يورثون‏.‏

ولأن الصحابة رضي الله عنهم قد اجتمعوا لاختيار خليفة للمسلمين يخلفه وتم ذلك بعقد الخلافة لأبي بكر رضي الله عنه، ولو كان حيا كحياته في دنياه لما فعلوا ذلك، فهو إجماع منهم على موته‏.‏

ولأن الفتن والمشاكل لما كثرت في عهد عثمان وعلي رضي الله عنهما وقبل ذلك وبعده لم يذهبوا إلى قبره لاستشارته أو سؤاله في المخرج من تلك الفتن والمشاكل وطريقة حلها، ولو كان حيا كحياته في دنياه لما أهملوا ذلك وهم في ضرورة إلى من ينقذهم مما أحاط بهم من البلاء‏.‏

أما روحه فهي في أعلى عليين لكونه أفضل الخلق، وأعطاه الله الوسيلة وهي أعلى منزلة في الجنة عليه الصلاة والسلام‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

س‏:‏ هل يسمع النبي صلى الله عليه وسلم كل دعاء ونداء عند قبره الشريف أو صلوات خاصة حين يصلى عليه كما في الحديث ‏"‏ من صلى علي عند قبري سمعته ‏"‏ إلى آخر الحديث‏.‏ أهذا الحديث صحيح أو ضعيف أو موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏

ج‏:‏ الأصل‏:‏ أن الأموات عموما لا يسمعون نداء الأحياء من بني آدم ولا دعاءهم كما قال تعالى‏:‏ سورة فاطر الآية 22 ‏{‏وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ‏}‏ ولم يثبت في الكتاب ولا في السنة الصحيحة ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع كل دعاء أو نداء من البشر حتى يكون ذلك خصوصية له وإنما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يبلغه صلاة وسلام من يصلي ويسلم عليه فقط سواء كان من يصلي عليه عند قبره أو بعيدا عنه كلاهما سواء في ذلك، لما ثبت عن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو فنهاه وقال ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال الإمام أحمد ‏(‏2/ 367‏)‏، والجهضمي برقم ‏(‏20‏)‏، وينسبه في ‏[‏الصارم المنكي‏]‏ لأبي يعلى الموصلي‏.‏ لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم‏.‏

أما حديث من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي بعيدا بلغته فهو حديث ضعيف عند أهل العلم، قال ابن تيمية هذا حديث موضوع على الأعمش بإجماعهم ‏[‏فتاوى ابن تيمية‏]‏ ‏(‏27/ 241‏)‏‏.‏، وأما ما رواه أبو داود بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإمام أحمد ‏(‏2/ 527‏)‏، وأبو داود برقم ‏(‏2041‏)‏، وانظر ‏[‏الفتاوى‏]‏ لابن تيمية ‏(‏1/ 234‏)‏، و ‏[‏الصارم المنكي‏]‏ ‏(‏ص 203‏)‏‏.‏ ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام فليس بصريح أنه يسمع سلام المسلم بل يحتمل أنه يرد عليه إذا بلغته الملائكة ذلك، ولو فرضنا سماعه سلام المسلم لم يلزم منه أن يلحق به غيره من الدعاء والنداء‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

س نداء ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم في كل حاجة والاستعانة به في المصائب والنوائب من قريب- أعني عند قبره الشريف- أو من بعيد، أشرك قبيح أم لا‏؟‏

ج دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ونداؤه والاستعانة به بعد موته في قضاء الحاجات وكشف الكربات شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام سواء كان ذلك عند قبره أم بعيدا عنه، كأن يقول يا رسول الله اشفني أو رد غائبي أو نحو ذلك، لعموم قوله تعالى سورة الجن الآية 18 ‏{‏وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا‏}‏ وقوله عز وجل‏:‏ سورة المؤمنون الآية 117 ‏{‏وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ‏}‏ وقوله عز وجل سورة فاطر الآية 13 ‏{‏ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ‏}‏ سورة فاطر الآية 14 ‏{‏إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ‏}‏‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

س أي صلوات أفضل عند قبره الشريف، أعني الصلاة والسلام عليك يا رسول الله، أو اللهم صل على محمد وعلى آل محمد بصيغة الطلب‏؟‏ وهل ينظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرجل الذي يصلي عليه عند قبره الشريف‏؟‏ وهل أخرج النبي صلى الله عليه وسلم يده من قبره الشريف لأحد من الصحابة العظام أو الأولياء الكرام لجواب السلام‏؟‏

ج ‏(‏أ‏)‏ لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم- فيما نعلم- صيغة معينة في الصلاة والسلام عليه عند قبره، فيجوز أن يقال عند زيارته الصلاة والسلام عليك يا رسول الله، فإن معناها الطلب والإنشاء، وإن كان اللفظ خبرا، ويجوز أن يصلي عليه بالصلاة الإبراهيمية فيقول اللهم صل على محمد، والأفضل أن يسلم عليه بصيغة الخبر، كما يسلم على بقية القبور، ولأن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا زاره يقول ‏(‏السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه‏)‏ ثم ينصرف الإمام أحمد ‏(‏1/ 368‏)‏ و‏(‏5/ 243‏)‏، والترمذي برقم ‏(‏3232، 3233‏)‏‏.‏

‏(‏ب‏)‏ لم يثبت في كتاب ولا سنة صحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم يرى من زار قبره، والأصل عدم الرؤية حتى يثبت ذلك بدليل من الكتاب أو السنة‏.‏

‏(‏ج‏)‏ الأصل في الميت نبيا أو غيره أنه لا يتحرك في قبره بمد يد أو غيرها، فما قيل من أن النبي صلى الله عليه وسلم أخرج يده لبعض من سلم عليه غير صحيح، بل هو وهم وخيال لا أساس له من الصحة‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

تأويل الصفات

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏5082‏)‏

س1 تعلمنا في المدارس أن مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته هو الإيمان بها من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وأن لا نصرف النصوص الواردة فيها عن ظواهرها ولكننا بعد ذلك التقينا بأناس زعموا لنا أن هناك مدرستين في مذهب أهل السنة والجماعة، المدرسة الأولى مدرسة ابن تيمية وتلاميذه رحمهم الله، والمدرسة الثانية مدرسة الأشاعرة، والذي تعلمناه هو ما ذكره ابن تيمية وتلاميذه أما بقية أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم فإنهم يرون أن لا مانع من تأويل صفات الله وأسمائه إذا لم يتعارض هذا التأويل مع نص شرعي ويحتجون لذلك بما قاله ابن الجوزي رحمه الله وغيره في هذا الباب، بل إن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل قد أول في بعض الصفات مثل قوله صلى الله عليه وسلم صحيح مسلم القدر ‏(‏2654‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/168‏)‏‏.‏ قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن وقوله صلى الله عليه وسلم الحجر الأسود يمين الله في الأرض وقوله تعالى سورة الحديد الآية 4 ‏{‏وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ‏}‏ وغير ذلك‏.‏

والسؤال الآن‏:‏ هل تقسيم أهل السنة والجماعة إلى طائفتين بهذا الشكل صحيح‏؟‏ وما هو رأيكم فيما ذكروه من جواز التأويل إذا لم يتعارض مع نص شرعي، وما هو موقفنا من العلماء الذين أولوا في الصفات مثل ابن حجر والنووي وابن الجوزي وغيرهم هل نعتبرهم من أئمة أهل السنة والجماعة أم ماذا‏؟‏ وهل نقول‏:‏ إنهم أخطأوا في تأويلاتهم أم كانوا ضالين في ذلك‏؟‏ ومن المعروف أن الأشاعرة يؤولون جميع الصفات ما عدا صفات المعاني السبعة فإذا وجد أحد العلماء يؤول صفتين أو ثلاثة هل يعتبر أشعريا‏؟‏

ج1‏:‏ أولا‏:‏ دعوى أن الإمام أحمد أول بعض نصوص الصفات؛ كحديث قلوب صحيح مسلم القدر ‏(‏2654‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/168‏)‏‏.‏ العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، وحديث الحجر الأسود يمين الله في الأرض الخ- دعوى غير صحيحة، قال الإمام أحمد بن تيمية‏:‏ ‏(‏وأما ما حكاه أبو حامد الغزالي عن بعض الحنبلية أن أحمد لم يتأول إلا ثلاثة أشياء‏:‏ ‏"‏الحجر الأسود يمين الله في الأرض‏"‏ و‏"‏قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن‏"‏ و‏"‏إني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن‏"‏ فهذه الحكاية كذب على أحمد، لم ينقلها أحد عنه بإسناد، ولا يعرف أحد من أصحابه نقل ذلك عنه، وهذا الحنبلي الذي ذكر عنه أبو حامد مجهول لا يعرف، لا علمه بما قال، ولا صدقه فيما قال‏)‏‏.‏ ا هـ‏.‏ من ص 398 من ج 5 من ‏[‏مجموع الفتاوى‏]‏‏.‏

وبيان ذلك أن للتأويل ثلاثة معان‏:‏ الأول‏:‏ مآل الشيء وحقيقته التي يؤول إليها، كما في قوله تعالى عن يوسف عليه السلام‏:‏ سورة يوسف الآية 100 ‏{‏هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ‏}‏ أي حقيقتها التي آلت إليها وقوعا، وليس هذا مقصودا في النصوص المذكورة في السؤال الثاني التأويل بمعنى صرف الكلام عن معناه الظاهر المتبادر منه إلى معنى خفي بعيد لقرينة، وهذا المعنى هو المصطلح عليه عند علماء الكلام وأصول الفقه، وليس متحققا في النصوص المذكورة في السؤال، فإن ظاهرها مراد لم تصرف عنه؛ لأنه حق كما سيأتي شرحه في المعنى الأخير للتأويل الثالث التأويل بمعنى التفسير وهو شرح معنى الكلام بما يدل عليه ظاهره ويتبادر إلى ذهن سامعه الخبير بلغة العرب وهو المقصود هنا، فإن جملة الحجر الأسود يمين الله في الأرض ليس ظاهرها أن الحجر صفة لله وأنه يمينه حتى يصرف عنه، بل معناه الظاهر منه أنه كيمينه بدليل بقية الأثر وهو جملة فمن صافحه فكأنما صافح الله، ومن قبله فكأنما قبل يمين الله فمن ضم أول الأثر إلى آخره تبين له أن ظاهره مراد لم يصرف عنه وأنه حق، وهذا ما يقوله أئمة السلف كالإمام أحمد وغيره منهم، وهو تأويل بمعنى التفسير لا بمعنى صرف الكلام عن ظاهره، كما زعمه المتأخرون، علما بأن ما ذكر لم يصح حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو أثر عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكذا القول في حديث صحيح مسلم القدر ‏(‏2654‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/168‏)‏‏.‏ قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن فإن ظاهره لا يدل على مماسة ولا مداخلة وإنما يدل ظاهره على إثبات أصابع للرحمن حقيقة، وقلوب للعباد حقيقة، ويدل إسناد أحد ركني الجملة إلى الآخر على كمال قدرة الرحمن وكمال تصريفه لعباده كما يقال فلان وقف بين يدي الملك أو في قبضة يد الملك فإن ذلك لا يقتضي مماسة ولا مداخلة وإنما يدل ظاهره على وجود شخص وملك له يدان، ويدل ما في الكلام من إسناد على حضور شخص عند الملك وعلى تمكن الملك من تصريفه دون مماسة أو مداخلة، وكذا القول في قوله تعالى سورة الملك الآية 1 ‏{‏بِيَدِهِ الْمُلْكُ‏}‏ وقوله‏:‏ سورة القمر الآية 14 ‏{‏تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا‏}‏ وأمثال ذلك‏.‏

ثانيا تقسيم أهل السنة والجماعة إلى طائفتين بهذا الشكل غير صحيح وبيانه أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أمة واحدة عقيدة وسياسة حتى إذا كانت خلافة عثمان رضي الله عنه بدرت بوادر الاختلاف في السياسة دون العقيدة، فلما قتل وبايع عليا جماعة وبايع معاوية آخرون رضي الله عنهم وكان ما بينهم من حروب سياسية خرجت عليهم طائفة فسميت الخوارج ولم يختلفوا مع المسلمين في أصول الإيمان الستة ولا في الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام وإنما اختلفوا معهم في عقد الخلافة والتكفير بكبائر الذنوب والمسح على الرجلين في الوضوء وأمثال ذلك، ثم غلت طائفة من أصحاب علي فيه حتى عبده منهم من عبده فسموا الشيعة، ثم افترق كل من الخوارج والشيعة فرقا، ثم أنكر جماعة القدر، وكان ذلك آخر عصر الصحابة رضي الله عنهم فسموا القدرية، ثم كان الجعد بن درهم فكان أول من أنكر صفات الله وتأول ما جاء فيها من نصوص الآيات والأحاديث على غير معانيها فقتله خالد القسري، وتبعه في إنكار ذلك وتأويله تلميذه الجهم بن صفوان واشتهر بذلك فنسبت إليه هذه المقالة الشنيعة، وعرف من قالوا بها بالجهمية، ثم ظهرت المعتزلة فتبعوا الجهمية في تأويل نصوص الصفات وسموه تنزيها، وتبعوا القدرية في إنكار القدر وسموه عدلا، وتبعوا الخوارج في الخروج على الولاة وسموه الأمر بالمعروف إلى غير ذلك من مقالاتهم، وقد نشأ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري على مذهبهم واعتقد مبادئهم ثم هداه الله إلى الحق فتاب من الاعتزال ولزم طريق أهل السنة والجماعة، واجتهد في الرد على من خالفهم في أصول الإسلام رحمه الله، لكن بقيت فيه شوائب من مذهب المعتزلة كتأويل نصوص صفات الأفعال وتأثر بقول جهم بن صفوان في أفعال العباد، فقال بالجبر وسماه كسبا، وأمور أخرى تتبين لمن قرأ كتابه ‏[‏الإبانة‏]‏ الذي ألفه آخر حياته، كما يتبين مما كتبه عنه أصحابه الذين هم أعرف به من غيرهم وما كتبه عنه ابن تيمية في مؤلفاته رحمهم الله مما تقدم يتبين أن أهل السنة والجماعة حقا هم الذين اعتصموا بكتاب الله تعالى وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم في عقائدهم وسائر أصول دينهم، ولم يعارضوا نصوصهما بالعقل أو الهوى، وتمسكوا بما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من دعائم الإيمان وأركان الإسلام فكانوا أئمة الهدى ومنار الحق ودعاة الخير والفلاح؛ كالحسن البصري وسعيد بن المسيب ومجاهد وأبي حنيفة ومالك والشافعي والأوزاعي وأحمد وإسحاق والبخاري ومن سلك سبيلهم والتزموا نهجهم عقيدة واستدلالا أما هؤلاء الذين خرجوا عنهم في مسائل من أصول الدين ففيهم من السنة بقدر ما بقي لديهم مما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة الهدى من مسائل أصول الإسلام، وفيهم من البدع والخطأ بقدر ما خالفوهم فيه من ذلك قليلا كان أو كثيرا، وأقربهم إلى أهل السنة والجماعة أبو الحسن الأشعري ومن تبعه عقيدة واستدلالا وبهذا يعرف أن ليس لأهل السنة والجماعة مدرستان، إنما هي مدرسة واحدة يقوم بنصرتها والدعوة إليها من سلك طريقهم، وابن تيمية ممن قام بذلك ووقف حياته عليه وليس هو الذي أنشأ هذه الطريقة، بل هو متبع لما كان عليه أئمة الهدى من الصحابة ومن تبعهم من علماء القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير وكذلك مناظروه إنما قاموا بنصر مذهب من قلدوه ممن انتسب إلى أهل السنة والجماعة كأبي الحسن الأشعري وأصحابه بعد أن رجع عن الاعتزال وسلك طريق أهل السنة إلا في قليل من المسائل ولذا كان أقرب إلى طريقة أهل السنة والجماعة من سائر الطوائف‏.‏

ثالثا من تأول من الأشعرية ونحوهم نصوص الأسماء والصفات إنما تأولها لمنافاتها الأدلة العقلية وبعض النصوص الشرعية في زعمه، وليس الأمر كذلك فإنها ليس فيها ما ينافي العقل الصريح وليس فيها ما ينافي النصوص فإن نصوص الشرع في أسماء الله وصفاته يصدق بعضها بعضا مع كثرتها في إثبات أسماء الله وصفاته على الحقيقة وتنزيهه سبحانه عن مشابهة خلقه‏.‏

رابعا موقفنا من أبي بكر الباقلاني والبيهقي وأبي الفرج بن الجوزي وأبي زكريا النووي وابن حجر وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى أو فوضوا في أصل معناها- أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم فرحمهم الله رحمة واسعة وجزاهم عنا خير الجزاء، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير، وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله سواء تأولوا الصفات الذاتية وصفات الأفعال أم بعض ذلك‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏7034‏)‏

س1 إنني متحير في العقيدة الإسلامية من ناحية الأسماء والصفات لما أجده في مجلة ‏(‏المجتمع‏)‏ من الخصومات بين الشيخين ‏(‏الفوزان- الصابوني‏)‏ من الردود والرد عليها فجزاكم الله خيرا أريد أن أعرف الأسماء والصفات وما هو الخلاف وكذلك ما هو طريقة أهل السنة والجماعة‏؟‏

ج1 أولا اقرأ كتب السلف في توحيد الأسماء والصفات، لتعرف منها أسماء الله وصفاته، وكل ما يجب اعتقاده من أمور التوحيد مثل ‏[‏مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ‏]‏، وكتاب ‏[‏اجتماع الجيوش الإسلامية‏]‏ كلاهما لابن القيم، وكتاب ‏[‏ العقيدة الواسطية ‏]‏، وكتاب ‏[‏السنة‏]‏ لعبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل، فإن السلف أعلم بالدين ممن بعدهم، وأقوى دليلا، وأهدى سبيلا، مع وضوح العبارة والبعد عن تحريف الكلم عن مواضعه، وأسأل الله أن يبصرك بالحق ويهديك سواء السبيل مع الإخلاص في القول والعمل وألزم طاعة الله وطاعة رسوله فذلك مع الدراسة والتعلم أقوى سبب في الوصول إلى الصواب والاطمئنان إليه، وزوال الحيرة ودحض الباطل، وأكثر من قراءة القرآن فإنه الأصل، والسنة بيان‏.‏

ثانيا الخلاف في مسائل الأسماء والصفات بين السلف ومن تبعهم في قولهم وبين الخلف، فالسلف ومن تبعهم لا يؤولون نصوص الكتاب والسنة الدالة على أسماء الله ولا يصرفونها عن حقيقتها اللائقة بجلال الله سبحانه وتعالى، بل يثبتون لله ما دلت عليه حقيقة، من غير تكييف ولا تشبيه له تعالى بخلقه، ومن غير تأويل ولا تعطيل، أما الخلف فإنهم يؤولون نصوص الكتاب والسنة المتعلقة بأسماء الله وصفاته أو يؤولون بعضها، فمثلا قوله تعالى سورة طه الآية 5 ‏{‏الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‏}‏ يفسره السلف بأن الله تعالى ارتفع وعلا بنفسه فهو فوق العرش على ما يليق بجلاله تعالى، ويفوضون في كيفية استوائه عليه‏.‏ أما الخلف فيؤولون الاستواء بالاستيلاء على العرش وما يحويه، والتسلط على ذلك، وينفون علوه على العرش حقيقة فليس الله تعالى- في رأيهم- فوق العالم ولا تحته ولا في أي جهة من جهات العالم، بل هو في زعمهم في كل مكان، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وكذلك قوله تعالى‏:‏ سورة المائدة الآية 64 ‏{‏بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ‏}‏ يثبت بها السلف أن لله يدين حقيقة على ما يليق به، ويثبتون كمال الكرم والسخاء من الخبر عنهما بأنهما مبسوطتان، ويقول الخلف إن المراد بهما الكرم والسخاء والإنعام والإعطاء فليس لله يدان- في زعمهم- ولا شك أن الحق مع السلف ومن تبعهم في إثبات معاني النصوص حقيقة من غير تكييف ولا تمثيل له بخلقه ولا تأويل ولا تعطيل؛ لأن الأصل الحقيقة ولا دليل على العدول عنها، فكان السلف بذلك أسعد بالدليل‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏7916‏)‏

س2 ما حكم التأويل حسب هوى النفس‏؟‏

ج2 حرام، وقد يكون كفرا وقد يكون معصية‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود